على خلفية قانون إيطالي جديد لتشديد العقوبات ضد المنقذين في البحر المتوسط، حذرت الخارجية الألمانية بعبارات عامة من "تجريم الإنقاذ البحري".

وقالت متحدثة باسم الخارجية الألمانية، اليوم الأربعاء، في برلين رداً على سؤال بشأن نهج إيطاليا المتشدد: "أي مقترحات في هذا الاتجاه ننظر إليها بانتقاد"، مشيرة إلى موقف المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، التي تخشى من أن تؤدي غرامات مرتفعة أو عقوبات أخرى إلى إعاقة الإنقاذ البحري لأفراد من المجتمع المدني أو الحيلولة دون حدوثه في المستقبل.

ورفضت المتحدثة التعليق على القانون الإيطالي الجديد، مشيرة إلى أنه لا يزال في طور التشريع، وقد تنظر فيه محاكم إيطالية.

وينص القانون على فرض عقوبات تصل قيمتها إلى مليون يورو، حال أبحر قبطان بسفينة إلى المياه الإقليمية لإيطاليا بدون تصريح. ويسمح القانون في بعض الحالات للسلطات بمصادرة السفينة المخالفة.

وفي المقابل، رفضت وزارة الداخلية الألمانية التعليق على هذه الخطط، حيث قالت متحدثة باسم الوزارة: "لا أرغب في التعليق على قوانين دول أخرى بصفتي متحدثة باسم الوزارة. هذا أمر محظور".

اقرأ أيضاً... سفينة لإنقاذ المهاجرين تبدأ مهمتها قبالة سواحل ليبيا

وفي سياق منفصل، رفضت مالطا استقبال السفينة "أوبن آرمز" التابعة لمنظمة "برواكتيفا أوبن آرمز" الإسبانية غير الحكومية والتي تنقل 121 مهاجراً وتنتظر منذ ستة أيام في البحر المتوسط، كما منعها وزير الداخلية الإيطالية ماتيو سالفيني، اليوم الأربعاء، من دخول المياه الإقليمية الإيطالية.

وكتبت المنظمة على حسابها على تويتر: "مضت ستة أيام بدون جواب وبدون الاعتراف بكرامة الأشخاص الموجودين على متنها". ودانت "رفض مالطا استقبالها وعدم الحصول على رد من إيطاليا".

وأضافت أن "هذه القارة الأوروبية غريبة عنا. دولها جبانة وسياساتها فارغة. النضال من أجل حقوقهم (المهاجرون) هو النضال من أجل حقوقنا. ساعدونا".

وردت إيطاليا على لسان وزير الداخلية ماتيو سالفيني الذي منع دخول السفينة في المياه الإقليمية الإيطالية وهدد باحتجازها إذا فعلت.

وكتب على تويتر: "سفينة أوبن آرمز في المتوسط منذ ستة أيام والآن تهدد بالدخول إلى إيطاليا. كان أمامها متسع من الوقت للوصول إلى إسبانيا".

وتابع "على سفينة أوبن آرمز آلا تنسى أن المياه الإقليمية الإيطالية مغلقة أمامها، ونحن على استعداد لحجزها".

وكان مؤسس المنظمة طلب الإثنين من الدول الأوروبية الإتفاق على السماح بإنزال المهاجرين الـ121 الذين أنقذتهم في المتوسط في إحدى الدول الأوروبية.

وفي اتصال هاتفي مع "فرانس برس"، طلب أوسكار كامبس حلاً مشابهاً للسفينة "ألان كردي" الألمانية التي تمكنت من إنزال المهاجرين الأربعين الذين كانوا على متنها الأحد في مالطا بعد اتفاق على توزيعهم على دول عدة.

وقال إن "مهمتنا هي إنزال المهاجرين هنا. لتبحث إيطاليا أو مالطا أو حتى الاتحاد الأوروبي عن حل لأننا ننتهك حقوق هؤلاء الأشخاص".

وأضاف: "علينا أن نفعل ما تم مع السفينة ألان كردي: التوصل إلى اتفاق بين 7 أو 8 دول تنسق في ما بينها لتوزيع الأفراد الذين أنقذوا في البحر"، مستبعداً إعادة هذه السفينة إلى إسبانيا كما فعل سابقاً.

والسفينة موجودة حالياً في المياه الدولية جنوب غرب مالطا وشرق جزيرة لامبيدوسا الإيطالية.